سورة العنكبوت ٢٩: ٦٧
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}:
{أَوَلَمْ}: الهمزة همزة استفهام وتقرير.
{أَوَلَمْ يَرَوْا}: أي أولم يعلموا؟ والرّؤية هنا رؤية بصرية عينية ورؤيا فكرية قلبية، والواو في (أولم) للجمع والتّوكيد؛ أي: تجمع بين عدة آيات.
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} أهل مكة وغيرهم (يروا) رؤية بصرية وقلبية.
{أَنَّا}: للتعظيم.
{جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا}: أي جعلنا مكة بلداً آمناً مصوناً من النّهب والتّعدّي وآمنين من القتل.
{وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}: الخطف: الاختلاس بسرعة، أو الاستلاب والأخذ بشدة بالقتل والأسر والخطف: من حولهم من القرى.
{أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ}: الفاء للتوكيد، والهمزة همزة استفهام إنكاري وتعجب، يؤمنون: أي بالشّرك وعبادة الأصنام اللات والعزى ومناة الثّالثة الأخرى: يصدقون. ارجع إلى الآية (٥٢) من نفس السورة لبيان معنى الباطل.
{وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}: ولم يقل وبالله يكفرون؛ لأنّهم إذا كانوا لا يؤمنون بنعمة واحدة من نِعم الله تعالى الكثيرة ويكفرون بها، فكيف يؤمنون بالله وحده؟
يكفرون جاءت بصيغة المضارع؛ لتدل على تجدّد كفرهم وشركهم. ارجع إلى سورة إبراهيم آية (٢٨) لمعرفة الفرق بين نعمة ونعمت.