سورة الروم ٣٠: ١٨
{وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}:
انتبه كيف فصل سبحانه بين: تمسون وتصبحون، وعشياً وحين تظهرون، وجاء بآية: وله الحمد في السّموات والأرض، فالسياق هو: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وعشياً وحين تظهرون؛ لأن (عشياً) معطوفة على (حين تصبحون) أو على (وله الحمد عشياً وحين تظهرون).
{وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: تقديم الجار والمجرور يدل على الحصر؛ أي: له وحده الحمد في السّموات والأرض، في: ظرفية زمانية ومكانية في أيِّ زمان ومكان في السّموات والأرض؛ أي: هو المحمود من أهل السّموات (الملائكة) والأرض الحمد المطلق.
أما الحكمة في المجيء بآية الحمد بين الصلوات فهي: إما تذكير بعدم نسيان حمده بين الصلوات أو في كل الأوقات فهو ذو الفضل العظيم، أو حتى يعلمنا التسبيح أولاً والحمد ثانياً، كما نقول: سبحان الله والحمد الله، أو سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أو الحمد على أنّي سبّحت الله تسبيحاً، أو لأنّ الصّلاة هي تسبيح وحمد لله، والآية تحمل كل المعاني.
{وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}: عشياً؛ أي: صلاة العصر، والعشيّ: وقت العشيّ أو العشاء وهو شدة الظلام.
{وَحِينَ}: زمن تظهرون صلاة الظهر. تظهرون وسط النهار أو وقت الظهيرة.
فهذه الأوقات الخمسة هي أوقات الصلوات الخمس.
{وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}: عشياً يمثل الليل، وحين تظهرون يمثل النهار؛ أي: وله الحمد ليلاً ونهاراً وصباحاً ومساءً وعلى مدار الزّمن.