سورة الروم ٣٠: ٢٢
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}:
{وَمِنْ آيَاتِهِ}: ارجع إلى الآية (٢٠) للبيان، وتكرار (ومن آياته) (٦ مرات): تدل على التوكيد وأهمية كل آية.
{خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: بالحق وخلق السّموات والأرض وما فيهما من آيات كثيرة مثل: خلق السّموات بلا عمد ترونها، وخلقه سبعاً طباقاً، وإمساك السّماء أن تقع على الأرض، وجعل السّماء سقفاً محفوظاً، والشّمس والقمر والنجوم والجبال والأرض هو أكبر من خلق النّاس. ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٣٠)، وسورة فصلت آية (٩-١٢)، وسورة الأعراف آية (٥٤) لبيان معنى الخلق.
{وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ}: لغاتكم ولهجاتكم والقدرة على تعلُّم أكثر من لغة والنطق بها، والقدرة أن يتفاهم بعضكم مع بعض.
{وَأَلْوَانِكُمْ}: الأبيض والأسود والأسمر والأحمر والأصفر.
وباختلاف الألسنة (اللغات) والألوان يحدث التمايز بين النّاس بالشكل والصورة، وكل هذا التمايز الظاهري ليس له قيمة عند الله إلا التمايز الحقيقي، الّذي هو مبني على التقوى والتقوى فقط، وكما قال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} الحجرات: ١٣.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}: إن واللام: في الآيات للتوكيد.
للعالمين: اللام لام الاختصاص، للعالمين؛ أي: في ذلك دلالات على قدرته تعالى للعالمين.
للعالمين: عندنا قراءتان متواترتان.
للعالَمين: جمع عالَم مثل: الحمد لله رب العالمين (عامة الإنس والجن)
للعالِمين: ولم يقل علماء، كقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاؤُا} أي: هذه الآيات الواضحة لا تحتاج إلى علم كبير أو كثرة علم، ويمكن إدراكها ومعرفتها بعلم قليل، فهي واضحة للعالَمين، أو للعالِمين الّذين هم قمة في العلم أيضاً.