سورة الروم ٣٠: ٢٧
{وَهُوَ الَّذِى يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}:
{وَهُوَ}: الواو عاطفة، هو: تعني الله سبحانه وحده، أو تدل على واجب الوجود، وهو (ضمير الغيبة) لا يصح أن يطلق إلا على الله وحده؛ لأنه سبحانه قال: هو الله. ضمير فصل يفيد التّوكيد والحصر.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التعظيم والسمو.
{يَبْدَؤُا الْخَلْقَ}: أي بدأ الخلق ولايزال يبدؤا الخلق ويخلق خلقاً جديداً متى شاء وقدّر، (يبدأ الخلق) تدل على التجدد والاستمرار، ففي كل ثانية يولد مئات أو آلاف الأولاد مثلاً، وملايين الحيوانات والنباتات.
{ثُمَّ}: للترتيب والتراخي في الزّمن.
{يُعِيدُهُ}: أي يُعيد خلقه مرة بعد مرة، ويتجدد ويتكرر خلقه ويستمر ولا يتوقف.
أي: يبدأ الخلق ثم يميته ثم يعيده كما بدأه، وهكذا يستمر حتى النفخة الأولى نفخة الصعق، وبعدها تكون آخر إعادة لكل الخلق ويكون يوم البعث.
{وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}: ولم يقل وهي أهون عليه؛ هي أهون عليه تعني: عملية الإعادة، بينما (هو أهون عليه) تعني الشيء الّذي يريد إعادته، وكلمة (أهون عليه) لا تدل على أن هناك أشياء أو أموراً صعبة على الله تعالى وهناك أشياء سهلة أبداً، فالكل متساوٍ عنده، ولكنه سبحانه يخبرنا بهذه العبارات؛ أي: بمفهوم الذات البشرية وليس بمفهوم الذات الإلهية، ويخاطبنا على قدر عقولنا فيقول: (أهون عليه). {هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ} مريم: ٩ وهو أهون عليه؛ أي: إعادة الخلق مقارنة ببدء الخلق حسب قانون البشرية.
{وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي لا مثيل له، ليس كمثله شيء، له صفات الكمال والجلال لا إله إلا هو ولم يكن له كُفواً أحد، هو الواحد الأحد الغفور الحليم بعباده، سبحانه عما يصفون.
{وَهُوَ}: ضمير يفيد التّوكيد.
{الْعَزِيزُ}: أي القوي الّذي لا يُغلب ولا يُقهر والممتنع.
{الْحَكِيمُ}: أحكم الحكماء وأحكم الحاكمين. الحكيم في خلقه: لا يخلق شيئاً عبثاً، والحكيم في كونه وشرعه وتدبيره لكل الأمور. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٩) لمزيد من البيان.