سورة الروم ٣٠: ٤٠
{اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَىْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}:
بعد أن توقف عن السؤال (أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون) يستأنف السؤال من جديد لتقرير عقيدة التوحيد والتنديد بالشرك.
{اللَّهُ الَّذِى}: الله: الاسم الدال على واجب الوجود؛ أي: الإله المعبود، الذي: اسم موصول يفيد التعظيم والمدح.
{خَلَقَكُمْ}: في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، والخلق لغة يعني: التقدير، ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدَّكم.
{ثُمَّ رَزَقَكُمْ}: ثم تفيد الترتيب والتراخي.
{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}: بعد انقضاء آجالكم.
{ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}: يوم البعث.
{هَلْ}: للاستفهام الإنكاري والنفي.
{مِنْ شُرَكَائِكُمْ}: من: استغراقية تشمل كل الشركاء الّذين اتخذتموهم شركاء لله تعالى.
{مَنْ يَفْعَلُ}: من: استفهامية للتعليل، يفعل: تفيد التجدد والتكرار والاستمرار.
{مِنْ ذَلِكُمْ}: من: للتوكيد ونفي الجنس، ذلكم؛ أي: الخلق والرزق والإماتة والإحياء، (ذلكم) ولم يقل ذلك؛ للتعظيم والمبالغة، ولأن (ذلكم) تشير إلى عدة أمور هي: الخلق والرزق والإماتة والإحياء.
{مِنْ شَىْءٍ}: من: للتوكيد، شيء: الشيء: هو كل ما يُعلم ويخبر عنه سواء أكان حسياً أم معنوياً، وهو أقل القليل، وشيء: نكرة؛ تعني أيَّ شيء ولو قلَّ.
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}: تنزّه وتقدّس في ذاته وصفاته وأفعاله، وتعالى وتعاظم أن يكون له شريكٌ أو ندٌّ أو ولدٌ.