سورة الروم ٣٠: ٥٦
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}:
وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لهؤلاء المجرمين الّذين أقسموا ما لبثوا غير ساعة.
{الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ}: الّذين أوتوا العلم في جميع القرآن فيها ثناء حسن لهم. قيل: هم الملائكة الّذين شهدوا ما حدث، والأنبياء والرسل والمؤمنون المتقون من الإنس الّذين أوتوا العلم: علوم الدين. وقيل: هم العلماء المتقون حقاً: الذين قرنوا العلم والدين معاً.
هذا هو جواب الّذين أوتوا العلم للمجرمين:
{لَقَدْ}: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق.
{لَبِثْتُمْ}: اللبث هو الإقامة المحددة بزمن معيَّن ولو كان طويلاً، الإقامة الطويلة.
{فِى كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ}: أي لقد لبثتم في الدّنيا أو في القبور، أو ما بين النفختين ما كتبه الله لكم في اللوح المحفوظ، وكما سبق علمه أو حكمه تعالى.
هذا هو جواب الّذين أتوا العلم للذين أجرموا.
{فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}: (فهذا) الفاء: للتوكيد، هذا: الهاء للتنبيه، ذا: اسم إشارة تشير إلى يوم البعث. يوم البعث: الّذي كنتم تكذبون به وتنكرونه، (ولكنكم كنتم لا تعلمون): بعد أن أتى الله لكم بالبينات والحجج والبراهين التي كان عليكم الأخذ بها وتدبُّرها، ولكنكم لم تصدّقوا بها، فهذا يوم البعث الّذي لم تصدّقوا به وتعلموا أنه كائن.