سورة لقمان ٣١: ٢١
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}:
{وَإِذَا}: شرطية تدل على حتمية الحدوث وتحققه وكثرة حدوثه؛ أي: ما قيل لهم: اتبعوا ما أنزل الله المرات الكثيرة.
{اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ}: أي الّذي أنزله الله من الكتاب: القرآن، أو ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سنته، وما: أوسع شمولاً من الذي.
{قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ}: بل: للإضراب الانتقالي؛ أي: لسنا بحاجة إلى اتباع ما أنزل الله وما جاء به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، بل سنتبع ما وجدنا عليه آباءنا بدلاً من الأخذ بما أنزل الله تعالى وجاء به رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
{نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}: أي نعبد ما كان يعبد آباؤنا أو نعبد ما وجدنا آباءنا يعبدون من أصنام وغيرها.
{أَوَلَوْ}: الهمزة للاستفهام الإنكاري والتعجب والتهكم عليهم وتسفيه عقولهم.
{أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}: أيتبعون آباءهم الّذين اتبعوا الشيطان الّذي زيّن لهم أعمالهم من الشّرك والمعاصي؛ كي يوردهم عذاب السعير، أو تقليدهم لآبائهم إنما هو اتباع للشيطان أو تزيين من الشيطان، الّذي يدعوهم إلى عذاب السعير.
لنقارن هذه الآية من سورة لقمان وهي قوله تعالى: {بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}، مع الآية (١٧٠) من سورة البقرة وهي قوله تعالى: {بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}.
ألفينا: تستعمل في سياق ما هو مشاهد؛ أي: محسوس فقط، وفي سياق الذم أو غير المستحب أو التافه من الأمور.
ووجدنا: تستعمل في سياق الأمور المحسوسة المشاهدة وغير المحسوسة والأمور القلبية، وفي الأمور الأقل ذماً من (ألفينا). ارجع إلى الآية (١٧٠) من سورة البقرة لمزيد من البيان.