سورة لقمان ٣١: ٢٣
{وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}:
{وَمَنْ}: الواو استئنافية، من: شرطية استغراقية تدل على العموم المفرد والمثنى والجمع وللعاقل، ولا تدل على فرد معين أو جماعة معينة.
{كَفَرَ}: جاءت بصيغة الماضي: كفر ولو مرة واحدة، ولم يقل يكفر؛ لأن الكفر يجب ألا يتكرر ولا يتجدد.
{فَلَا}: الفاء: جواب الشرط، لا: نافية.
{يَحْزُنكَ كُفْرُهُ}: أي لا يهمّنّك كفر من كفر، والحزن بضم الزّاي تدل على ضيق الصدر مؤقتاً ولو طال، أما الحَزَن بفتح الزّاي تدل على ضيق الصدر الدائم المستمر حتى موت الإنسان، والمنهي هنا الكفر؛ أي: يا أيها الكفر لا تحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي: يا رسول الله، لا تحزن بكفر من كفر.
{إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ}: إلينا: تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر؛ أي: إلينا وحدنا حصراً مرجعهم.
إلينا مرجعهم ولم يقل إليّ مرجعهم، إلينا مرجعهم: تأتي في سياق الحساب والجزاء والثواب، أما: إليّ مرجعهم: فتأتي في سياق التوحيد والنهي عن الشّرك.
{إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ}: بصيغة الجمع للتعظيم، فأعقبها بقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} تدل على الإفراد والتوحيد.
{فَنُنَبِّئُهُمْ}: الفاء تدل على الترتيب والتعقيب والمباشرة؛ أي: نخبرهم، والنبأ أهم من الخبر وأعظم.
{بِمَا عَمِلُوا}: الباء للإلصاق، ما: اسم موصول بمعنى الّذي أو مصدرية.
ننبئهم بما عملوا: بما قاموا به من أقوال وأفعال ظاهرة أو خفية في الدنيا.
{إِنَّ اللَّهَ}: للتوكيد.
{عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: عليم صيغة مبالغة من: عالم، عليم تفيد الشمول، عليم بالكافر والمؤمن. ذات الصدور: خفايا الصدور وما داخل الأنفس. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١١٩) لمزيد من البيان.
لنقارن:
عليم: صيغة مبالغة مطلقة.
عالم: مخصصة للعلم بالغيب والشهادة.
علَّام: مخصصة للغيوب؛ أي: علَّام الغيوب.