سورة الأحزاب ٣٣: ٣٠
{يَانِسَاءَ النَّبِىِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}:
خطاب موجَّه من الله سبحانه إلى نساء النّبي مباشرة رضي الله عنهنَّ للدلالة على أهمية طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
{مَنْ يَأْتِ}: من شرطية.
{مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ}: بفاحشة مبينة: الفاحشة هنا تعني معصية الرّسول -صلى الله عليه وسلم-، أو النّشوز أو أذية الرّسول، أو عدم طاعته الّتي تحمل في معانيها معنى الكفر، وحذفت أل التّعريف من الفاحشة؛ لأنّ أل التّعريف في كلمة الفاحشة تعني: الزّنى.
{مُّبَيِّنَةٍ}: أيْ: في العلن والظّاهرة للناس أيْ: يعلم بها النّاس، وحدد الفاحشة بكونها مبينة، أمّا غير المبينة فهي غير المطلع عليها أحدٌ، أيْ: ذنب مقصور عليها نفسها فيكون عقابها كعقاب، أيْ: ذنب أو عقاب الآخرين أما المبينة عقابها ضعفين.
{يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}: أيْ: مرتين مقارنة بعذاب غيرهنَّ؛ لأنّهنَّ قدوة لغيرهنَّ من النّساء، ولأنّ ذلك يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضاً، ولكونهنَّ أمّهات المؤمنين، فكل ذلك يستوجب مضاعفة العذاب، كما أنّها إذا فعلت حسنة يضاعف لها الأجر.
{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}: أيْ: مضاعفة العذاب أمر سهل يسير عليه سبحانه، ولا نفهم من الآية أنّ هناك شيئاً سهلاً وشيئاً صعباً أو غير يسير على الله سبحانه، وإنما للتهديد والوعيد.
ولم يبدأ سبحانه بالقول: يا نساء النّبي من يقنت منكنَّ لله ورسوله بدلاً من: يأت منكنَّ بفاحشة، بل بدأ بالتّحذير؛ لأنّ درء المفسدة مقدَّم على جلب المصلحة رغم كون الفاحشة أمراً مستعبداً قدَّمها للتوكيد والاهتمام.