سورة الأحزاب ٣٣: ٣٨
{مَا كَانَ عَلَى النَّبِىِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}:
{مَا كَانَ}: ما النّافية، كان تستعمل للماضي والحاضر والمستقبل.
{عَلَى}: تفيد العلو والشمقة.
{النَّبِىِّ مِنْ حَرَجٍ}: من استغراقية تشمل أيَّ حرج والحرج هو الضّيق والمشقة أو العيب.
{فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ}: فيما: ظرفية وما اسم موصول بمعنى الّذي، وأوسع شمولاً من الذي. فرض الله له: قدَّر الله له أو قسم الله له، وما فرض الله له ليس أمراً جديداً، وإنما هو سنة الله في الّذين خلوا من قبل.
{سُنَّةَ اللَّهِ}: السّنة تعريفها ارجع إلى الآية (٢٦) من سورة النّساء، وسورة آل عمران آية (١٣٧) للبيان.
{فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ}: الّذين خلوا: أيْ: مضوا أو جاؤوا من قبل من الرّسل والأنبياء؛ أي: فما نفعله لك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس أمراً جديداً، بل هو سنة قديمة، من قبل: تدل على زمن معين ولم يقل: من قبلِ، الّتي لا تدل على زمن محدَّد طويل أو قصير.
{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ}: كان في الماضي والحاضر والمستقبل.
{قَدَرًا مَّقْدُورًا}: كائناً أو واقعاً لا محالة؛ لأنّه قدر مقدَّر منذ الأزل ولا شيء يخرج عن تقدير الله، وفي الآية السّابقة قال تعالى: وكان أمر الله مفعولاً: أيْ: واقعاً وهو تزويج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زينب، إذن هذا الزّواج مقدَّر منذ الأزل، والآن تم وقوعه من غير تبديل أو تحويل.