سورة الأحزاب ٣٣: ٦٣
{يَسْـئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}:
{يَسْـئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ}: يسألك النّاس؛ أي: الكل يسأل؛ إما سؤال إنكار من الّذين ينكرون السّاعة والبعث والحساب أو سؤال استعجال واستهزاء من المشركين أو من اليهود على سبيل الامتحان، أو من أهل العلم من الّذين يؤمنون بها للاستعداد لها.
{عَنِ السَّاعَةِ}: أيْ: متى قيام السّاعة، أيْ: عن وقت حدوثها والسّاعة هي بدء تهدم النّظام الكوني الحالي ونهاية الحياة الدنيا، وهي أمر مهم وخطير يهم كلّ النّاس، ويسألك ولم يقل: يسألونك، يسألك: يعني السّائل ليس بالضّرورة يقف أمامك ويسألك، أمّا يسألونك: فالسّائل يقف أمامك ويسألك بنفسه وعن تفيد المجاوزة والمساعدة.
{قُلْ}: لهم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{إِنَّمَا}: كافة مكفوفة تفيد التّوكيد والحصر.
{عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ}: أيْ: قل لهم: لا يعلمها إلا الله أو استأثر الله بعلمها، فلم يطلع عليه ملكاً ولا رسولاً ولا نبياً، ثم بين سبحانه أنّها قريبة الوقوع.
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}: وما: الواو عاطفة، ما للاستفهام.
يدريك ولم يقل: أدراك ما هو الفرق بين يدريك وأدراك يستعمل القرآن الكريم يدريك في سياق الأمر أو الاستفهام الّذي لن يظهر أو يُعلم عليه حتّى يوم القيامة.
وأمّا أدراك فيستعملها في سياق الأمر أو الاستفهام الّذي سيظهر علمه أو يبدو لك عن قريب.
{لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}: لعل للتعليل، السّاعة تكون قريباً لم يقل: قريبة: قريباً بالتّذكير؛ لأنّ المراد بالسّاعة ليس السّاعة الآلة بعينها، وإنما وقت قيامها، أي: الظّرف أيْ: زمن قيام قريب، فكل ما ورد في إدراك فقد أداره به، وكل ما جاء في سياق يدريك لم يطلعه الله عليه.