سورة سبأ ٣٤: ٧
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ}:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: بعضهم لبعض، وبما أنّه لم يذكر لمن قالوا، فلا يهم والمهم هنا المقولة.
{هَلْ}: استفهام فيه تعجب وإنكار.
{نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ}: أي محمّد -صلى الله عليه وسلم-، رجل نكرة، ولم يذكروا اسمه -صلى الله عليه وسلم- بل وصفوه بالنّكرة؛ للاستهزاء به والسّخرية والتّقليل من شأنه.
{يُنَبِّئُكُمْ}: من النّبأ: وهو الخبر العظيم؛ أي: يخبركم خبراً عظيماً وهو إذا مزِّقتم كلّ ممزَّق إنّكم لفي خلق جديد.
{إِذَا}: ظرفية شرطية تفيد الحتمية.
وهناك فرق بين التّمزق والتّقطع، مزّقتم كلّ ممزّق؛ أي: مزقت أجسادكم بعد الموت وأصبحت عظاماً ورفاتاً أو في بطون السّباع أو البحار أو الطّير أو القبور، والتّمزق: تعريفه هو إتلاف الشّيء بحيث لا يمكن إصلاحه أو إعادته أو جمعه مرة أخرى، أمّا التّقطع: هو قطع الشّيء إلى كتل: وقطعناهم في الأرض أمماً، في التّقطّع هناك إمكانية الجمع وليس كما هو الحال في التّمزق لشدة إنكارهم للنشر والبعث.
{إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ}: تعني تقطّعت أوصالكم فلم يبق عضو متصل بعضو آخر أو شيء متصل بشيء من أبدانكم، كما في قوله: {ضَلَلْنَا فِى الْأَرْضِ} السّجدة: ١٠ أي: غبنا في متاهة الأرض أو تبعثرت ذرات أجسادكم واختلطت بتراب الأرض.
{إِنَّكُمْ لَفِى}: إنّكم للتوكيد، لفي: اللام للتوكيد، في: ظرفية.
{خَلْقٍ جَدِيدٍ}: أي تخلقون من جديد؛ أي: يؤكد لكم أنّه سيتجدد خلقكم، وتخلقون مرة أخرى.