سورة آل عمران ٣: ٦٩
{وَدَّتْ طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}:
سبب النزول: نزلت هذه الآية في معاذ بن جبل، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان حين دعاهم اليهود للرجوع عن دينهم الإسلام.
{وَدَّتْ}: من الود، وهو التمني، وحب القلب لشيء ما، وما يتبعه من الود، فالمحبة تسبق المودة، فكل مودة محبة، وليس كل محبة مودة.
{طَّائِفَةٌ}: جماعة، وهم الأحبار والرؤساء، طائفة: مشتقة من طاف يطوف، جماعة تطوف حول عقيدة، أو فكرة ما.
{مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}: من اليهود والنصارى (أهل التوراة والإنجيل).
{لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}: لو: حرف مصدري يفيد التمني، يوقعونكم في الضلال؛ أي: بالرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر، والشرك، وجاء بنون التوكيد بدلاً من لو يضلوكم فقال: لو يضلونكم.
{وَمَا يُضِلُّونَ}: الواو: حالية تفيد التوكيد. ما: نافية للحال والمستقبل؛ يضلون: من الضلال: وهو الضياع والنسيان والهلاك والعدول عن الحق والطريق المستقيم، وجاء بالمضارع للدلالة على بشاعة ما يودون، ويسمى ذلك (حكاية الحال)، وتدل على التجدد، والتكرار، والاستمرار في تمني ردِّكم إلى الكفر.
{إِلَّا}: حصر.
{أَنفُسَهُمْ}: لأن إثم إضلالهم على أنفسهم؛ لأن المؤمنين لن يطيعوهم.
{وَمَا يَشْعُرُونَ}: الشعور: هو العلم الكامل الخفي، وما: ما: لزيادة، أو تأكيد النفي، يشعرون: أن وبال إثمهم وإضلالهم عائد عليهم.
ولماذا ودَّت هذه الطائفة لو يضلون المؤمنين؟
كما بيَّن ذلك سبحانه في آية (١٠٩) من سورة البقرة: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.