سورة فاطر ٣٥: ٢
{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}:
{مَا}: شرطية.
{يَفْتَحِ اللَّهُ}: حركت بالكسر لالتقاء السّاكنين، يفتح، أيْ: يمنع أو يعطي أو يؤتي.
{لِلنَّاسِ}: اللام لام الاختصاص أو الاستحقاق، النّاس: الثقلين الإنس والجن، وكلمة النّاس مشتقة من النّوس، أيْ: كثرة الحركة.
{مِنْ رَّحْمَةٍ}: من: ابتدائية استغراقية، تستغرق كلّ رحمة مهما كان نوعها من السماء أو الأرض في الدّنيا أو في الآخرة، من رحمة: جاءت بصيغة النّكرة لتشمل كلّ رحمة مثل النّبوة والعلم والمطر والغنى والعافية والأمن، والمطر والطّعام والشّراب وإرسال الرّسل، وتدل على الكثرة وسواء كانت رحمة حسية أو معنوية، ورحمته سبحانه وصفها بأنّها واسعة {ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ} الأنعام: ٤٧.
{فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}: الفاء رابطة لجواب الشّرط، لا نافية للجنس، فلا ممسك لها: فلا مانع لها أو حابس لها، أيْ: لا أحد من الخلق يستطيع أن يمنع وصولها إلى أصحابها.
{وَمَا يُمْسِكْ}: أي: الله سبحانه ولم يحدِّد ما يمسك، وأطلق ما يمسك من رحمة أو عقوبة أو ضراء أو نعمة أو نقمة أو سراء, بينما في قيد في الأولى (ما يفتح من رحمة).
{فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ}: أيْ: لا أحد قادر على إرسال وبعث أو إطلاق ما يمنع أو يمسك الله سبحانه.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: هو: ضمير فصل يفيد التّوكيد، العزيز: عزة القوة والغلبة والقهر والامتناع، الحكيم: أحكم الحاكمين وأحكم الحكماء في تدبير خلقه وشرعه وكونه. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٩) للبيان.