سورة فاطر ٣٥: ٤٢
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا}:
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ}: أيْ: كفار مكة. قبل مجيء الرّسول -صلى الله عليه وسلم- أو بعثته -صلى الله عليه وسلم-.
والقسم يختلف عن الحلف، القسم في القرآن: يأتي في سياق الّذي يقسم وهو صادق النّية أو يظن أن قسمه حق وهو على غير حق أو هو مخطئ، أمّا الحلف فيأتي في سياق النّية غير الصادقة أو الحلف بالباطل.
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}: أقسموا بالله بأغلظ الأيمان، أيْ: أكدوا القسم وشدَّدوا عليها بأقصى وسعهم، الجهد: الوُسْع، أيْ: أغلظ الأيمان.
{لَئِنْ}: اللام للتوكيد، إن شرطية تفيد الاحتمال أو الافتراض.
{جَاءَهُمْ نَذِيرٌ}: رسول أو نبي منذر، والإنذار هو الإعلام مع التّحذير.
{لَيَكُونُنَّ}: اللام للتوكيد، والنّون (نون التوكيد الثقيلة: وهي عبارة عن نونين) لزيادة التوكيد على القسم.
{أَهْدَى}: على وزن أفعل، أيْ: أكثر هداية.
{مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ}: تعني: أهدى من أيِّ أمة سابقة، أهدى من إحدى الأمم المفضلة مثل اليهود، أهدى من اليهود والنّصارى.
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ}: الفاء جواب للشرط، لما: ظرفية بمعنى حين.
جاءهم نذير: هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمّد منذر لهم ولغيرهم.
{مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا}: ما النّافية، زادهم مجيء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أداة حصر، نفوراً: زيادة في الضّلال والبغي والبعد عن الحق ونفر عن الشّيء: تجافى عنه وابتعد، أيْ: جافوا وابتعدوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.