سورة يس ٣٦: ٧
{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}:
{لَقَدْ}: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق؛ أي: حق القول على أكثرهم.
{حَقَّ الْقَوْلُ}: حق: وجب وثبت، القول: العذاب.
وجب وثبت وقوع العذاب عليهم ولكنه لم يقع بعد (سيقع في المستقبل) أي: هم استحقوا وقوع العذاب عليهم بما قدموه أو كسبت أيديهم، ولو قال سبحانه: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم} النّمل: ٨٥، أي: وقع العذاب، تم وقوعه وانتهى، وقيل: القول قيام السّاعة، وقيل: هو {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} السّجدة: ١٣، والقول قد يشمل كلّ تلك المعاني معاً.
ولا بد من مقارنة هذه الآية مع الآية (٢٥) من سورة فصلت وهي قوله تعالى: {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}: نجد أنه في آية ياسين قدم القول على أكثرهم (الجار والمجرور)، وفي آية فصلت قدم الجار والمجرور عليهم على القول، والتقديم والتأخير يحمل معنى الاهتمام؛ أي: من الأهم، ففي آية ياسين الاهتمام على العذاب (القول) فقدمه، وفي آية فصلت قدم (عليهم)؛ أي: أعداء الله تعالى والخاسرين.
{عَلَى أَكْثَرِهِمْ}: على أكثر أهل مكة وغيرهم وليس عليهم جميعاً دليلاً على أنّ منهم من سيؤمن. وإذا نظرنا في هذه الآية نجد أنه قدم القول على الجار والمجرور أكثرهم، ولم يقل لقد حق على أكثرهم القول للأهمية أهمية القول؛ أي: العذاب أو الساعة، أو لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين، أو لأن السياق في العذاب.
{فَهُمْ}: الفاء تعليلية، هم ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{لَا}: النّافية.
{يُؤْمِنُونَ}: لأنّ الله سبحانه علم من الأزل أنّهم سيصرون ويستمرون على كفرهم ويموتون وهم كفار، فأخبر الله تعالى عنهم فقال: لا يؤمنون.