سورة يس ٣٦: ٤٥
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}:
{وَإِذَا}: شرطية تفيد حتمية الحدوث، لا بد من وقوع الأمر الّذي جاء في سياقها.
{قِيلَ لَهُمُ}: للكفار وغيرهم، القائل مبني للمجهول، ولا يهم، المهم هي المقولة؛ أي: ننظر إلى المقولة، وقيل لهم تدل على أن هذه المقولة قيلت لهم مراراً وتكراراً؛ أي طلب منهم.
{اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ}: اتقوا: التقوى: هي طاعة أوامر الله، وتجنب نواهيه للوقاية من عذاب الله (عذاب النار)؛ ما: بمعنى الّذي، أو مصدرية، وما: أوسع شمولاً من الذي.
{مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ}: أي اتقوا الدّنيا؛ أي: عذابها ونوازلها وآفاتها، والوقاية تكون بامتثال أوامر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
{وَمَا خَلْفَكُمْ}: وهي الآخرة؛ أي: عذابها؛ أي: اجعلوا بينكم وبينها وقاية أو حاجزاً.
وما بين أيديكم: قد تعني أمامكم؛ أي: الآخرة وما خلفكم الدّنيا، على الحالتين اتقاء ما تقدم وما تأخر.
{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} لعل: تفيد التّعليل؛ أي: لعلكم ترحمون الآن أو في المستقبل أو الماضي؛ أي لعلكم ترحمون مطلقاً في أيّ زمان.
لعلكم ترحمون: إذا اتخذتم الأسباب مع رجاء الرّحمة معاً واتخاذ الأسباب لا يكفي فلا بد من دعوة الله ورجائه.
وترحمون بصيغة المضارع تفيد التّجدد والتّكرار، وحذف جواب إذا للتفخيم والتّعظيم، ليشمل كلّ الاحتمالات.
ولمعرفة الفرق بين (لعلكم ترحمون) و (عسى ربكم أن يرحمكم) ارجع إلى الآية (٨) من سورة الإسراء للبيان.