سورة آل عمران ٣: ٩١
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}:
{إِنَّ}: للتوكيد.
{الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ}: أي: بدون أن يتوبوا إلى الله، ويرجعوا عن كفرهم قبل موتهم، وهم: ضمير فصل يفيد التوكيد. كفار: ولم يقل: كافرون؛ لأن كفار صيغة مبالغة؛ تدل على كثرة القيام بالكفر، وتدل على الذوات، وتشمل عموم الكافرين، ولم يقل: وهم كافرون: كافرون: تدل على الحدث (أو الفعل)، وإن صفة الكفر عندهم ثابتة.
{فَلَنْ}: الفاء: للتوكيد، لن: حرف نفي؛ تنفي المستقبل القريب والبعيد، والتوكيد بالفاء؛ لأنهم ماتوا وهم كفار وانتهى الأمل، بينما في الآية السابقة (٩٠): (كفروا ثم ازدادوا كفراً) لا زالوا أحياء، لا زال أمامهم بريق أمل إذا تابوا إلى الله توبة نصوحاً.
{يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا}: يوم القيامة.
{وَلَوِ}: الواو: حالية تفيد التوكيد، لو: حرف امتناع لامتناع شرطية؛ أي: على افتراض أن له ملء الأرض ذهباً، وهذا مستحيل.
{افْتَدَى بِهِ}: أي: لن يقبل منه فداء إذا أراد أن يفدي نفسه أن يخلصها من العذاب.
{فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا}: لو أنفقه في أي خير في الدنيا؛ لأنه لا ثواب له، وحبط عمله؛ لكونه مات على الكفر، ولن يقبل منه ملء الأرض ذهباً، وأنى له ذلك؛ لأنه في الآخرة لم يعد يملك مقدار ذرة.
{أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: أولئك: اسم إشارة للبعد؛ يدل على سوء عاقبتهم، لهم: اللام: لام الاستحقاق، عذاب أليم: شديد الإيلام، ودائم.
{وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}: ما: النافية، ناصرين: جمع ناصر، وما لهم من يدرأ عنهم العذاب، أو يشفع لهم، أو يخفف عنهم العذاب، من: استغراقية؛ أي: ما لهم من أي ناصر مهما كان حاله، وغناه، وقوته. ارجع إلى الآية (٢٢) من نفس السورة.