سورة البقرة ٢: ٢٨
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}:
{كَيْفَ}: استفهام؛ فيه تعجب؛ أي: ما أعجب كفركم بالله!، ألا ترون كيف كنتم أمواتاً، وما هي حالكم الآن، وما سيحدث لكم بعد ذلك. ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة لمعرفة معنى تكفرون.
{وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا}: أموات: جمع مَيْت: بسكون الياء؛ أي: مات وانقضى أجله، وأما مَيِّت: بكسر الياء وتشديدها لمن لم يمت بعد ولم تفارقه روحه بعد، كما نرى في مرحلة الوفاة التي تسبق الموت، أو مرحلة الاحتضار، وكنتم أموتاً: قد تعني: نطفاً في أصلاب الآباء والأمهات، أو تراباً، لأنكم من آدم، وآدم من تراب.
{فَأَحْيَاكُمْ}: بنفخ الروح فيكم، وأنتم في أرحام أمهاتكم.
{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}: ثم؛ تفيد الترتيب، والتراخي الزمني، عند انتهاء آجالكم.
{ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}: عند البعث، والنفخ في الصور مرة ثانية.
{ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: أي: بعد البعث، ترجعون إليه، للحساب، والجزاء.
وقدَّم {إِلَيْهِ}: للحصر؛ أي: إليه وحده ترجعون، ولم يقل: ثم تُرجعون إليه؛ أي: إليه، وإلى غيره ترجعون.
ولو قال: تَرجعون بفتح التاء؛ أي: ترجعون إليه بالرضا ومن دون قهر، وجبر. أما تُرجَعون: بضم التاء فتعني: قهراً وليس بإرادتكم ورضاكم.