سورة ص ٣٨: ٥
{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}:
{أَجَعَلَ}: الهمزة همزة استفهام إنكاري وتعجب.
{الْآلِهَةَ}: اللات والعزى ومناة الثّالثة وغيرها.
{إِلَهًا وَاحِدًا}: أي الله وحده لا إله إلا هو: إلهاً واحداً لا شريك له.
{إِنَّ هَذَا}: إنّ للتوكيد، هذا: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة للقرب ويشير إلى: جعل الآلهة إلهاً واحداً.
{لَشَىْءٌ}: اللام للتوكيد، شيء: أمر.
{عُجَابٌ}: مثير للعجب، وعجاب: أشد صيغ المبالغة في العجب وهي أشد من عجيب وعجب، فهم عجبوا أن جاءهم منذر، وبما أنّهم وصفوه بالسّاحر والكذاب فقد أصبحت دواعي العجب كثيرة فلذلك أكّد بإنّ وأكد باللام، فهم عجبوا العجاب الشّديد أن جعل آلهتهم إلهاً واحداً.
لمقارنة قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}، مع قوله تعالى في سورة ق آية (٢): {هَذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ}، وقوله تعالى في سورة هود آية (٧٢): {إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ}:
ففي سورة (ق) قال: {شَىْءٌ عَجِيبٌ}: تدل على شدة العجب.
وفي سورة هود قال: {إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ}: أكد بإن واللام؛ أي: أشد عجباً من عجيب.
وفي سورة (ص) قال: {إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}: أكد بإن واللام، وجاء بكلمة عجاب، فهذا أعجب العجب، وهو جعل الآلهة إلهاً واحداً، فهو أعجب من أن تلد عجوز عقيم، وهذا بدوره أعجب من جاءهم منذر منهم (في سورة ق)؛ ارجع إلى سورة (ق) لمزيد من البيان.
وإذا قارنا قوله تعالى: {عُجَابٌ} مع قوله تعالى في الآية (١) من سورة الجن: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}: نجد أن (عجباً): أقوى وأشد مبالغة من (عجاب)؛ لأن (عجباً): مصدر، والوصف بالمصدر أقوى وأشد من الوصف بالصفة.