سورة ص ٣٨: ٨
{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ مِنْ ذِكْرِى بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}:
{أَأُنْزِلَ}: الهمزة للاستفهام الإنكاري والتّعجب.
{عَلَيْهِ}: تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر، وتعني: محمّد -صلى الله عليه وسلم- أي عليه خاصة.
{الذِّكْرُ}: أي القرآن الكريم.
{مِنْ بَيْنِنَا}: من ابتدائية، بيننا: أي على محمّد بالذّات وفينا السّادة والقادة لقريش، وهو ليس من سادتنا وأشرافنا، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٢٥) من سورة القمر وهي قوله تعالى: {أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}: نجد أن الآية في سورة (ص) جاءت في سياق الحديث عن كفار مكة، والآية في سورة القمر جاءت في سياق الحديث عن قوم ثمود ونبيهم صالح، وأما الفرق بين {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ}، و {أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ}:
{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ}: لأن الإنزال جاء في سياق القرآن والذكر كما قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} الكهف: ١، وقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} الفرقان: ١… وغيرها الكثير من الآيات.
وأما {أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ}: جاءت في سياق النبي صالح، والإلقاء: قد يكون ليس لكتاب، وإنما لصحف، أو ألواح، أو الوحي، وفي آية (ص): قدم عليه (يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشريفاً، بينما في آية صالح قدم الذكر على صالح -عليه السلام- ، والتقديم يعني: للأهم.
{بَلْ}: للإضراب الانتقالي.
{هُمْ}: ضمير فصل للتوكيد.
{فِى شَكٍّ مِنْ ذِكْرِى}: الشّك هو تساوي طرفي الإثبات والنّفي؛ أي: في تردد وحيرة وغير مستيقنين. ذكري: أي قرآني؛ أي: هم في شك في القرآن وأنّه منزل من الله تعالى.
{بَلْ}: للإضراب الانتقالي.
{لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}: لما: ظرف زماني ينفي الحدث في الماضي مع إثبات حدوثه في المستقبل، يعني: حتّى الآن لم ينزل بهم أو يصيبهم العذاب ولكن سوف ينزل بهم في الحاضر أو في المستقبل لا محالة قبل موتهم أو بعد موتهم؛ أي: قد يكون في الدّنيا أو في الآخرة- وإذا قارنا هذه الآية مع قوله تعالى: {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ} إبراهيم: ٧ إضافة الياء تشير إلى شدة العذاب مقارنة بقوله عذاب.