سورة ص ٣٨: ٢٦
{يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}:
{يَادَاوُودُ}: نداء بيا النّداء للبعد؛ لاسترعاء انتباه المخاطب والاهتمام بما سيقال له.
{إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً}: إنّا: للتعظيم، خليفة في الأرض: خليفة خلافة عامة، خليفة لمن قبلك وليس خليفة لله تعالى، وقد تعني: خليفة لمن سبقك من الأنبياء، أو حاكماً أو ملكاً.
{فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}: الفاء للتوكيد، احكم بين النّاس بالحق: أي بالعدل والقسط، والحق هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغير، والباء: للإلصاق والدّوام.
{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى}: الهوى ما تميل إليه النّفس باطلاً بما لا ينبغي ولا دليل، وبعيد عن الحق ويغلب على الهوى الذّم.
{فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: الفاء السّببية، يُضلك عن سبيل الله: أي عن دين الله (عن تفيد المجاوزة والمباعدة) أي: يبعدك عن دين الله؛ أي: لا تحكم إلا بما أمر الله به وبالبينة والشّهود وعدم التّسرع في الحكم، والاستماع إلى الطّرفين.
{إِنَّ الَّذِينَ}: إنّ للتوكيد، الّذين: اسم موصول.
{يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: أي دين الله؛ أي: ينحرفون ولا يرشدون.
{لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا}: اللام لام الاستحقاق، عذاب شديد في الدّنيا والآخرة.
{بِمَا}: الباء السّببية، ما: اسم موصول بمعنى الّذي وهي أوسع شمولاً من الذي.
{نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}: لم يستعدّوا له بالتّقوى، نسوا: من النّسيان المتعمد بالإهمال وترك الاهتمام به، ويسمى يوم القيامة: يوم الفصل يوم الدّين، وسمّي يوم الحساب؛ لما يجري فيه من حساب، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.