سورة ص ٣٨: ٥٩
{هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ}:
{هَذَا}: قد تستعمل للانتقال من غرض إلى غرض، والهاء: للتنبيه، وذا: اسم إشارة يدل على القرب يشير إلى نوح.
{فَوْجٌ}: الجمع الكثير من الكافرين والضّالّين، وجمعه: أفواج، فوج من الأتباع. انظر هذا التّدرج من القلة إلى الكثرة: نفر رهط شرذمة قبيلة عصبة طائفة ثلّة فوج فرقة حزب زمرة فئة جيل.
{مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ}: المقتحم الدّاخل أو الرّامي بنفسه في جهنم، من: أقحم الفرس في النّهر؛ أي: أدخل الفرس بشدة وبعنف.
فهم يرمون بأنفسهم؛ لأنّهم يضربون بمقامع من حديد فيلقون بأنفسهم في النّار خوفاً من الضّرب بالمقامع من حديد، معكم: أي أيّها الرّؤساء أو المتبوعون.
{لَا مَرْحَبًا بِهِمْ}: دعاء يقوله الرّؤساء أو المتبوعون رداً على قول خزنة جهنم: هذا فوج مقتحم معكم، فيقولون: لا مرحباً بهم؛ الرّحب: هو السّعة؛ أي: لاتسعت بهم أمكنتهم ولا رحبت عليهم الأرض أو جهنم، وهذا يدل على انقطاع الصّلة والمودة بين الرّؤساء والأتباع.
ودليل على أنّ جهنم مكان ضيق مطبق غير واسع؛ لكي لا يشعروا بالرّاحة، وهذا نوع آخر من أنواع العذاب.
{إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ}: إنّهم للتوكيد، صالو النّار: داخلون في النّار ومقاسون حرّها ولهيبها، من: صَلَى اللحم، يصليه؛ أي: يلقيه في النّار ليشويه.