سورة الزمر ٣٩: ٤١
{إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ}:
{إِنَّا}: للتعظيم.
{أَنزَلْنَا}: ولم يقل: نزلنا، أنزلنا تعني: جملة واحدة أو دفعة واحدة، الكتاب من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ليلة القدر.
ونزلنا تعني: منجماً على دفعات بشكل تدريجي خلال (٢٣) سنة وفقاً للحوادث.
{عَلَيْكَ}: ولم يقل: إليك، عليك تعني الجهة، أيْ: من السّماء، تفيد العلوية وتفيد الاستعلاء والمشقة، عليك تأتي في سياق الدّعوة إلى الله والتّبليغ مثلاً.
أمّا إليك من إلى التي تفيد كلّ الغايات (البداية والنّهاية أو ما بينهما)، وإليك تفيد أو تعني الانتهاء. أيْ: أنزلنا إليك: أنزلنا الكتاب لينتهي أو يصل إلى أمتك. ارجع إلى الآية (٢) من نفس السورة، والآية (٤) من سورة البقرة لمزيد من البيان في أنزلنا عليك وإليك.
{الْكِتَابَ}: القرآن وجاء بأل التّعريف للدلالة على الكمال، أي: الكتاب الكامل التّام وسُمِّي الكتاب؛ لأنّه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في السّطور ولمزيد من البيان في كلمة الكتاب. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢).
{لِلنَّاسِ}: اللام لام الاختصاص أيْ: للناس كافة والنّاس مشتقة من النّوس أي: الحركة وتشمل الثّقلين الإنس والجن.
{بِالْحَقِّ}: الباء للإلصاق والملازمة أيْ: هو الحق، والحق هو الكتاب. والحق: هو الأمر الثابت الذي لا يتغير، أو يتبدل، وليس هناك غيره.
{فَمَنِ اهْتَدَى}: الفاء للتوكيد، من قد تكون اسم موصول بمعنى الّذي أو استفهامية تعني: من الّذي يهتدي.
{فَلِنَفْسِهِ}: الفاء للتوكيد واللام لام الاستحقاق أو الملكية أيْ: لصالح نفسه أو يفيد نفسه أي: الهداية تعود عليه بالنّفع.
{وَمَنْ ضَلَّ}: مثل من اهتدى.
{فَإِنَّمَا}: الفاء للتوكيد، إنما للحصر والتّوكيد.
{يَضِلُّ عَلَيْهَا}: على تفيد الاستعلاء، أيْ: وبال أو عاقبة ضلالة واقع عليه.
{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ}: ما النّافية، أيْ: ما أنت مكلف بالدّفاع عنهم أو مسؤول عنهم وعن هدايتهم، كما في قوله: وما أنت عليهم بجبار، أيْ: لا تستطيع أن تجبرهم على الإيمان، إنّ عليك إلا البلاغ والبيان.
{بِوَكِيلٍ}: الباء للتوكيد.