سورة الزمر ٣٩: ٤٨
{وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}:
{وَبَدَا لَهُمْ}: ظهر وبان لهم.
{سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا}: سيئات جمع سيئة والسّيئة هي كلّ ما يسوء النّفس، أيْ: تظهر لهم كلّ أعمالهم السّيئة القبيحة حين يقرؤون كتبهم، كما قال تعالى: {يُنَبَّؤُا الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} القيامة: ١٣.
ويظهر لهم بعدها جزاؤها وعقوبتها والجزاء من جنس العمل.
{مَا}: الّذي أو مصدرية.
{كَسَبُوا}: من الكفر والشّرك والفسق والعصيان.
استعمل كسبوا بدلاً من اكتسبوا لتدل على أنّهم كانوا يعملون السّيئات مثل المعاصي والشّرك والكفر من دون مشقة أو افتعال أو حذر أو خوف أن يطلع عليها النّاس وأنّهم مارسوها دون تكلف فأصبحت سهلة وأمر عادي وأما كسبوا فعادة تستعمل لأفعال الخير والحسنات.
{وَحَاقَ بِهِمْ}: أحاط بهم أو نزل بهم العذاب الّذي كانوا به يستهزؤون حيث كانوا لا يظنون أنّه واقع بهم أو كانوا يستعجلونه كقولهم: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الأنفال: ٣٢.
{مَا}: عامة تشمل كلّ ما كانوا به يستهزؤون سواء بالله أو آياته أو رسله أو الدّار الآخرة أو الجنة أو النّار.
والاستهزاء يعني: التّصغير والحط من شأن الآخر أو الشّيء والعيب والاستخفاف به من دون أن يقوم المستهزئ به أي بعمل سابق يستحق الاستهزاء به، كما هو الحال في السّخرية الّتي يسبقها فعل من المسخور منه، وفيها معنى التّذليل.