سورة الزمر ٣٩: ٥٦
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِى جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}:
{أَنْ}: مصدرية تفيد التّعليل والتّوكيد.
{تَقُولَ نَفْسٌ}: نفس جاءت بصيغة النّكرة للتهويل أو التّكثير لتشمل كلّ نفس، ومنها نفس الظّالم لنفسه والمقتصد حتّى السّابق بالخيرات.
{يَاحَسْرَتَى}: يا النّداء، حسرتاه: أصلها يا حسرتي أبدلت ياء المتكلم بالألف، والعرب تحول الياء إلى الألف في كلّ كلام معناه الاستغاثة ليخرج الكلام كالدّعاء، أيْ: يا حسرتي فهذا زمنك.
والحسرة تعريفها ندم أو غم يصيب النّفس بسبب فوت فائدة.
{عَلَى مَا فَرَّطْتُ}: على تفيد الاستعلاء والمشقة فرَّطت التّفريط التّقصير أو الغلو.
{فِى جَنْبِ اللَّهِ}: في طاعة الله تعالى وعبادته وفي حق الله تعالى (واجباته وفرائضه) أو في القرب من الله؛ أي: المكانة أو المنزلة أو الدرجات العلى في الجنة.
{وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}: إن للتوكيد، أيْ: لم يكتف بالتّقصير بأن ضيع عبادة الله، بل ذهب أبعد من ذلك أن سخر من أهلها، أيْ: ممن يعبدون الله، ومن آيات الله وسخر من الفرائض والسّنن، وما جاء به الرّسول وذهب إلى أبعد من ذلك بأن فرط في سخريته فأصبحت السّخرية صفة ثابتة عنده.
{السَّاخِرِينَ}: جمع ساخر والسّخرية: التّحقير ولا تكون إلا في الأشخاص والأفراد أو أعمالهم، ولا بُدَّ من أن يسبقها فعل قام به المسخور منه.
ولِمَ قالت النّفس: وإن كنت من السّاخرين، ولم تقل: من السّاخرات. لأنّ النّفس مؤنثة، وقيل: إنّ النّفس تشير إلى صاحبها أو تعبر عن صاحبها (الإنسان) أو النّفس جزء من الإنسان (أي: عبَّر عن الجزء وأريد به الكل).
سورة الزّمر الآيات ٥٧ - ٦٧