سورة الزمر ٣٩: ٧٥
{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}:
{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ}: سادة الملائكة أشراف الملائكة (أي: المقربين).
{حَافِّينَ}: جمع حافٍّ، حفَّ بالشيء أحاط به والحفاف الجوانب والحفَّة: الجانب.
{مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}: من تعني القرب والإلصاق، أيْ: ليس هناك فراغ بين العرش والملائكة كأنّهم ملتصقين بالعرش.
{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}: كقوله: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} الصافات: ١٦٥ بمعنى الصّلاة، و {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} الصافات: ١٦٦.
{يُسَبِّحُونَ}: بالذّكر والقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
والتّسبيح هو تنزيه الله تعالى. ارجع إلى الآية (٦٧) من نفس السّورة للبيان، وسورة الإسراء آية (١).
يسبحون: تفيد التّكرار التّجدد والاستمرار تسبيحاً مصحوباً بالحمد؛ لأنّ التّسبيح ثناء على الله، أمّا الحمد فهو شكر الله على نعمة الظّاهرة والباطنة.
{وَقُضِىَ بَيْنَهُم}: قضي من القضاء وهو الحكم والفصل بينهم، أيْ: بين الملائكة كقوله: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} الصافات: ١٦٤، أيْ: يأخذ كلّ منهم منزلته وجزاءَه الّذي يستحقُّه، أو بين النّبيين وأممهم والشّهداء والأمم، أو بين أهل الجنة وأهل النّار: بإدخال أهل الجنةِ الجنةَ وأهل النّارِ النّارَ.
{وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: (وقيل) مبني للمجهول، القائل إمّا الملائكة، أو الملائكة وأهل الجنة كلاهما. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٦٢) لمزيد من البيان في معنى الحكم والقضاء والفصل.