سورة غافر ٤٠: ٤٧
{وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ}:
انتهى الحديث عن آل فرعون، ويبدأ الحديث عن الكفار عامة يوم القيامة، بما فيهم آل فرعون.
{وَإِذْ}: أي واذكر، أو ظرفية بمعنى حين، واذكر حين، حجاج وتخاصم أهل النّار.
{يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ}: من المحاججة: أو الحجاج، الأصل في الحجاج: هو إظهار الحجة كلّ طرف يحاول تقديم حجته للطرف الآخر ويحاول أن يلقي باللائمة على الآخر وتبرئة نفسه ويُحملُ الإثم والذّنب على الآخر.
هذا الحجاج سيكون بعد دخول آل فرعون النّار، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٩٦) في سورة الشعراء وهي قوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ}: نجد أن يختصمون تتلو مرحلة الحجاج؛ أي: الحجاج أولاً ثم الخصام يحدث بعد ذلك؛ فالله سبحانه يريد أن يطلعنا على بعض مشاهد يوم القيامة وما يحدث بين الأتباع والمتبوعين والذين استكبروا والضّعفاء فيقول:
{فَيَقُولُ الضُّعَفَاؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا}: الضّعفاء التّابعون للذين استكبروا المتبوعين الأقوياء. ارجع إلى سورة إبراهيم آية (٢١) لمعرفة الفرق بين الضعفاء والضِعفؤا والضَعف والضُعف سورة البقرة آية (٢٨٢).
{إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا}: إنّا للتوكيد، كنا في الدّنيا، لكم: اللام لام الاختصاص.
تبعاً: أي نفعل كما تأمروننا ونسير على خطاكم؛ أي في العقيدة والفعل.
{فَهَلْ}: استفهام للترجّي.
{أَنْتُمْ}: للتوكيد.
{مُّغْنُونَ عَنَّا}: حاملون من خطايانا شيئاً، أو مدافعون عنا أو مانعون عنا العذاب.
{نَصِيبًا مِنَ النَّارِ}: قسماً أو شيئاً قليلاً، أو جزءاً، من: ابتدائية من النّار.