سورة غافر ٤٠: ٦٧
{هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}:
{هُوَ}: تعود على رب العالمين.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم والكمال.
{خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ}: وتعني خلق أباكم آدم من تراب وكلكم من ذرية آدم، وقد تعني: أنّ العناصر الّتي يتركب منها جسم الإنسان هي نفسها موجودة في التّراب حيث وجد أنّ (١٦) عنصراً مثل الكالسيوم والحديد والصّوديوم والمغنيزيوم والكلوريد وغيرها هي نفسها تشكل بعض عناصر التّربة وتشكل بعض عناصر الإنسان، أو أنّ الحيوان المنوي والبويضة منشؤهما مما نأكله من الأغذية النّباتية والحيوانية (اللحوم) والنّبات والحيوان من التّراب. ارجع إلى سورة الرّوم آية (٢٠) لمزيد من البيان.
{ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ}: أي نطفة الرّجل وهي الحيوان المنوي ونطفة البويضة.
{ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ}: سميت علقة؛ لكونها تعلق في جدار الرّحم وتنمو. ارجع إلى سورة الحج آية (٥).
{ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}: ولم يذكر مرحلة المضغة ونفخ الرّوح ومرحلة العظام والإكساء باللحم كما بينها في سورة المؤمنون الآيات (١٢ – ١٤) والحج آية (٥).
{ثُمَّ}: للترتيب العددي أو الذّكري، وقد تكون للترتيب والتّراخي في الزّمن.
{لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ}: اللام لام التّوكيد، الأشد: قيل ما بين (١٨ – ٣٠) سنة.
{ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا}: سن الشّيخوخة ما بين (٥٠ – ٨٠) سنة، أو من تجاوز الـ (٦٠) سنة.
{وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ}: أي قبل أن يصل إلى مرحلة الشّيخوخة أو مرحلة (أشدكم) أو مرحلة الطّفولة.
{وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى}: هو الموت، أو أجلاً مسمى في اللوح المحفوظ، معلوماً، بعد نفخ الرّوح يؤمر الملك بكتب أجله، وقد يكون أياماً أو شهوراً أو سنين.
{وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}: لعل: للتعليل، أو لمطلق التّوقّع.
تعقلون: من عقل الشيء؛ أي: بدليله وفهمه بأسبابه ونتائجه إن الله قادر على بعثكم وإحيائكم بعد الموت، أو أنّ الله هو الإله الحق الّذي يجب أن يُعبد ولا يُشرك به.