سورة غافر ٤٠: ٨٠
{وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِى صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}:
{وَلَكُمْ}: اللام لام الاختصاص أو التّعليل.
{فِيهَا}: تعود على الأنعام.
{فِيهَا مَنَافِعُ}: غير الرّكوب والأكل مثل: الوبر والصّوف والشّعر وصناعة الملابس والأثاث والمتاع، استعمال جلودها لأغراض مختلفة.
{وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِى صُدُورِكُمْ}: اللام لام التّعليل، عليها: تفيد العلويّة والمشقة.
والحاجة هو الأمر المهم الّذي نحتاجه للسفر للحج والتّجارة، وحمل الأثقال من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد آخر لم تكونوا بالغيه إلا بشقّ الأنفس؛ أي: بالتّعب والجهد والمشقة.
{وَعَلَيْهَا}: أي الإبل.
{وَعَلَى الْفُلْكِ}: السّفن وتطلق على الواحدة و الجمع.
{تُحْمَلُونَ}: تركبون في البر والبحر أنتم وأمتعتكم.
ولنقارن هذه الآية (٨٠) من سورة غافر وهي قوله تعالى: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}، والآية (٤٠) من سورة هود وهي قوله تعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}.
ففي آية غافر استعمل (عليها) واستعمل فيها للركب على الفلك أو في الفلك؛ لأنّ السّفن لها طوابق مختلفة، يركب فيها أو يركب عليها؛ على ظهرها.
انتبه إلى قوله تعالى: لتركبوا منها ولتبلغوا عليها حاجة، أدخل لام التّوكيد، وتأكلون وتحملون بدون لام التّوكيد؛ لأنّ الأكل والانتفاع منها أقل أهمية من الرّكوب عليها في الصّحارى وبلوغ الحاجة.