سورة فصلت ٤١: ٦
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ}:
{قُلْ}: أيْ: أخبر يا رسول الله هؤلاء المعرضين عن الإيمان بالله والاستماع إلى آياته، والمشركين به والذين يدَّعون أن قلوبهم في أكنة وفي آذانهم وقر وبينك وبينهم حجاب، قل لهم بعد أن أعرضوا: {إِنَّمَا أَنَا}: إنما كافة ومكفوفة تفيد التوكيد، أنا: للتوكيد.
{بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}: لا أستطيع أن أجبركم على الإيمان. وليست هذه هي وظيفتي إنما وظيفتي الإبلاغ المبين، أيْ: إخباركم أن إلهكم إله واحد.
{يُوحَى إِلَىَّ}: الإيحاء: لغة هو إعلام بخفاء. ويعني شرعاً: إيصال ما أنزل الله سبحانه وشرعه إلى الأنبياء والرسل والناس أجمعين.
ارجع إلى سورة النساء آية (١٦٣) لمزيد من البيان.
{أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}: إنما: للقصر والحصر، واحد: للتوكيد، واحد: لا شريك له ولا ولد ولا صاحبة.
{فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ}: أي: استمروا بثباتكم على دينه (الصراط المستقيم) كما أمركم على لسان رسله وما نهاكم عنه وما أنزل في كتابه وأخلصوا إليه بالتوحيد وعدم الشرك به في العبادة والاستقامة تشمل الأقوال والأفعال والنيات.
ارجع إلى الآية (٣٠) من نفس السورة للبيان.
{وَاسْتَغْفِرُوهُ}: من ذنوبكم، الفاء للمباشرة والتعقيب، سارعوا إلى الاستغفار والتوبة والإنابة إليه والاستغفار طلب المغفرة.
{وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ}: الويل هو الهلاك والعذاب والعرب تستعمل كلمة الويل لكل من وقع في هلكة، وقيل: واد في جهنم. للمشركين: اللام: لام الاختصاص والاستحقاق؛ المشركين: جملة اسمية تدل على الثبوت؛ أي: استمرارهم على الشرك بالله تعالى.