سورة فصلت ٤١: ٤٣
{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}:
{مَا}: النافية.
{يُقَالُ لَكَ}: من هؤلاء كفار مكة ومشركيها من تكذيب وأقوال وباطل وجدال، وساحر ومجنون وكاهن، أو شاعر أو القرآن سحر أو شعر، أو افتراء أو اختلاق، أو أساطير الأولين، وغيرها من الأقاويل.
{إِلَّا}: حصراً وقصراً.
{مَا}: بمعنى الذي، قيل: و (ما) أكثر شمولاً وعموماً من الذي.
{قَدْ}: للتحقيق والتوكيد.
{قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}: اللام للاختصاص.
{مِنْ قَبْلِكَ}: من: ابتدائية استغراقية. فإن أقوامهم كانوا يقولون لرسلهم مثلما يقال لك.
{إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}: إن واللام في (لذو) تفيدان التوكيد. ذو: صاحب مغفرة، وذو: أشرف من صاحب. ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٨٧) للبيان.
صاحب مغفرة لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً، والمغفرة تشمل ستر الذنب وترك العقاب.
{وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}: وذو ولم يقل: ولذو عقاب أليم؛ لأن رحمته غلبت غضبه ووسعت كل شيء.
ذو عقاب أليم: لمن مات كافراً ولم يتب.
لم يقل: ولذو عقاب أليم: لم يؤكِّد على العقاب الأليم حثاً على التوبة والعودة والإنابة إليه، كما أكَّد على كونه ذو مغفرة.