سورة فصلت ٤١: ٤٥
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}:
المناسبة: في هذه الآية يُبيِّن الله سبحانه أن التكذيب بكتب الله أمرٌ ليس بجديد، فهو عادة قديمة، ومثال على ذلك موسى فما يحدث لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث لموسى عليه السلام.
{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية. لقد: اللام للتوكيد قد: للتحقيق، أيْ: قد حدث وحصل.
{آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ}: أي: التوراة لمعرفة معنى الإيتاء. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة.
{فَاخْتُلِفَ فِيهِ}: أيْ: هناك من صدَّق بالتوراة من قوم موسى، وهناك من كذب به أو هناك من آمن ببعض وكفر ببعض. كما اختلف قومك في القرآن، فمنهم من قال: سحر أو مفترى أو أساطير الأولين وغيرها.
{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}: لولا: شرطية، {كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}: بتأخير الحساب والعذاب لهؤلاء المكذبين إلى يوم القيامة. كلمة ربك تعني كذلك: الحكم.
{لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ}: اللام: للتوكيد، قضي بينهم في الدنيا، أيْ: لعجل لهم العذاب في الحياة الدنيا بالقتل والأسر والهزيمة أو الهلاك بالطاغية أو الصيحة أو الصاعقة. وانتهى الأمر.
{وَإِنَّهُمْ}: للتوكيد تعود على كفار قريش، {لَفِى}: اللام لزيادة التوكيد.
{شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}: شك من القرآن أنه منزل من عند الله. وهذا الشك مصحوب باتهام أنه إفك مفترى، أو أعانه عليه قوم آخرون، أو أساطير الأولين أو شعر أو سحر، وإنما يعلمه بشر، وهكذا.
مريب: مشتقة من الريب وهو الشك والتهمة معاً.