سورة الشورى ٤٢: ١٨
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِى السَّاعَةِ لَفِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ}:
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا}: كقولهم: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} يونس: ٤٨، الأنبياء: ٣٨، يس: ٤٨؛ أي: يطالبون بقدومها استهزاءً وإنكاراً وتكذيباً بها؛ لأنّهم لا يصدّقون بقيامها وينكرون البعث والحساب ولا يستعدّون لها؛ لأنّهم لا يخافونها.
لا يؤمنون بها: لا النّافية لكلّ الأزمنة، يؤمنون بها: يصدّقون بها.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا}: كقوله تعالى: {وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} الأنبياء: ٤٩، الإشفاق: هو الخوف الممزوج بخشية وحذر من أن تقوم السّاعة سواء كانت (القيامة الصغرى أو القيامة الكبرى، وهم مقصّرون في حق ربهم من طاعة أو عبادة أو ألَّا تقبل أعمالهم الصّالحة، أو لا يدرون نتيجة أعمالهم)، ومشفقون: جملة اسمية تدل على الثّبوت؛ أي: إشفاقهم دائم مستمر لا ينقطع.
{وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ}: أي أنّها آتية لا ريب فيها فهم يستعدّون لها.
{أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِى السَّاعَةِ}: ألا: أداة تنبيه واستفتاح، إنّ الّذين: للتوكيد، يمارون في السّاعة: المراء هو الجدال بعد ظهور وتبيُّن الحق أنّها آتية لا محالة، يجادلون في صحة وقوعها بشكٍّ وريبة.
{لَفِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ}: اللام للتوكيد، ضلال بعيد: في تِيهٍ وبُعدٍ عن الحق وطريق الهدى لا يرجى معه عودتهم إلى الصّواب أو التّوبة والإيمان.