سورة الشورى ٤٢: ٢٣
{ذَلِكَ الَّذِى يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}:
{ذَلِكَ}: اسم إشارة واللام للبعد، يشير إلى الثّواب والنّعيم (روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم).
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم.
{يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: يُبشر من البشارة: وهي الخبر السّارّ، وتكرار (الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات) يدل على التّوكيد، ولم يقل يُبشر به عباده (به) تعني فقط بشارة واحدة، ولم يقل به؛ لأنّ البشارة لا تقتصر على هذه البشارة، فهناك بشارات أخرى مختلفة لم تذكر في هذه الآية.
{قُلْ لَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى}: أي أجراً على تبليغ الوحي أو القرآن أو ما أنزل الله، إلا: أداة حصر، المودة في القربى: أي أن تودوا قرابتكم وتصلوا أرحامكم، وقد تعني: ألا تؤذوني في قرابتي؛ أي: تودوا قرابتي حتّى أبلّغ رسالتي، أو تكفّوا عني أذاكم وتمنعوني من أذى النّاس حتّى أبلّغ رسالتي.
{وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً}: من: بمعنى الذي، وتشمل المفرد والمثنى والجمع، والذكر والأنثى؛ يقترف: أي: ومن يكتسب حسنة (بالقول أو الفعل). ولتعريف الحسنة: ارجع إلى سورة فصلت آية (٣٤). والاقتراف: يعني الاكتساب، ويأتي في سياق الحسنة أو السيئة؛ أي: الحسنات والسيئات.
{نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}: أي نضاعفها له. مضاعفة الحسنات: هي الزّيادة في حسنها.
{إِنَّ اللَّهَ}: للتوكيد.
{غَفُورٌ}: صيغة مبالغة من غافر: من الغفر؛ وهو السّتر، وكلّ شيء ستره فقد غفره؛ أي: يستر الذّنوب ويعفو عنها، كثير المغفرة يغفر الذّنوب مهما عظمت وكثرت إلا الشّرك والكفر المصحوب بغير توبة.
{شَكُورٌ}: صيغة مبالغة من شكر: شكور؛ يعني: يثيب عباده على طاعتهم، ويقبل العمل القليل ويعطي الثّواب الكبير.