سورة الزخرف ٤٣: ٢٢
{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُّهْتَدُونَ}:
{بَلْ}: للإضراب الانتقالي.
{قَالُوا}: تعود على قريش الذين بعث الله إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الّذين قالوا: الملائكة بنات الله أو إناث، ولو شاء الله ما عبدناهم، ورد الله عليهم بقوله: ما لهم بذلك من علم؛ لأنّهم لم يشهدوا خلقهم ولم ينزل عليهم كتاب من قبل القرآن يدعوهم إلى عبادة الملائكة، أو يكون دليلاً لهم، وكل أقوالهم مجرَّد خرص وكذب، فبعد أن ردَّ الله على كل أكاذيبهم لم يجدوا ملجأ يلجؤون إليه أو مبرِّراً يبرِّر عبادتهم إلا القول: إنما نحن نقلد آباءَنا.
{وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}: على ملَّة أو طريقة أو مذهب، أمة: مشتقة من الطّريق الّتي تؤم، أيْ: تقصد، يمشي النّاس عليها بكثرة، على: تفيد الاستعلاء.
{وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُّهْتَدُونَ}: وإنا للتوكيد، على آثارهم: على هديهم أو سنتهم سائرون، وكان الرد عليهم: {أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} الآية: ٢٤ من نفس السورة.
{مُّهْتَدُونَ}: أيْ: هم يزعمون أن آباءَهم على هدى، وبالتّالي هم على هدى حين قالوا: إنّ الملائكة إناث، وهم بنات الله وعبادتهم قام بها الآباء والأجداد، ونحن فقط نسير على سيرهم، وهذا اعتراف صريح وحُجَّة عليهم وليس حُجَّة لهم.
كقوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} الصّافات: ٦٩ـ٧٠.
سورة الزّخرف الآيات ٢٣ - ٣٣