سورة الزخرف ٤٣: ٧٢
{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}:
{وَتِلْكَ}: الواو عاطفة، تلك: اسم إشارة واللام للبعد وتحمل معنى المدح.
{الْجَنَّةُ}: معرفة بأل التّعريف، أيْ: جنات عدن أو الفردوس أو النّعيم أو المأوى ودار السّلام.
{الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا}: الميراث: لغة: هو البقاء: أيْ: بقية الشّيء الّذي يتركه المورث وراءه، هو ما يأخذه الفرد من دون عوض أو ما يستحقه الوارث من مورثه أو خلافة الحي للميت في ماله أو ما تركه من عقار أو متاع. فكيف نوفِّق بين قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله) وقوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} النحل: ٣٢.
الأعمال الصالحة: هي سبب من أسباب دخول الجنة، والجنة لن تكون عوضاً عن أيِّ عمل صالح أو أعمال صالحة مهما عظمت؛ لأن العوض لا بُدَّ أن يكون مساوياً للمعوض، فالأعمال الصالحة وحدها لا تكفي للدخول، ولكنها سبب من الأسباب.
أما الأسباب الحقيقية فهي رحمة الله تعالى. أو الأعمال الصالحة توصل إلى رحمة الله ورحمة الله توصل إلى الجنة، أما وراثة الجنة؛ فالمقصود بها كما قال ابن عباس: يرث المؤمن مقعد من أدخل النّار ويرث الكافر مقعد من أدخل الجنة؛ لأن لكل منهما مقعداً في الجنة ومقعداً في النّار، فالمؤمن تصبح له جنتان والكافر يصبح له مقعدان في النّار، الجنة الأولى أو المقعد الأول بسبب عمله، والثاني ما ورثه من غيره.
{بِمَا كُنتُمْ}: الباء للإلصاق، باء السّببية أو التّعليل، ما: اسم موصول بمعنى الّذي أو مصدرية، وما: أوسع شمولاً من الذي.
{تَعْمَلُونَ}: كنتم في الحياة الدّنيا، تعملون: العمل يضم الأقوال والأفعال.