سورة الجاثية ٤٥: ٥
{وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}:
{وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ}: الدّال على كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشّمس الّذي ينتج عنه تبادل الليل والنّهار والولوج والتكوير من أعظم الآيات الدّالة على قدرة الخالق. ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٣٣) للبيان.
{وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِّزْقٍ}: أي: الغيث والطاقة الحرارية والرّياح والمعادن كالحديد وغيره وبعض الأشعة وغيرها من مصادر الطّاقة.
أنزل: تعني: مرة واحدة، نزل: تعني مرات كثيرة.
{فَأَحْيَا بِهِ}: بالماء، وهذه الآية تشير إلى دورة الماء على الأرض. ارجع إلى سورة المؤمنون آية (١٨).
{الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}: بزمن قصير أو طويل، ولم يقل: من بعد موتها: أيْ: مباشرة من بعد موتها، كما يحدث في كلّ عام. ارجع إلى سورة الحج آية (٥، ٦٣)، وسورة فصلت آية (٣٩) وسورة الأنعام آية (٩٩) لمزيد من البيان.
{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}: تغيرها من حال إلى حال، يحولها من ريح طيبة لينة إلى ريح عاصفة مدمرة، ومن ريح حارة إلى باردة إلى سامة (ريح السّموم)، ومن ريح باردة إلى ريح صرصر عاتية، وتصريفها باتجاهات مختلفة تحمل معها السّحاب أو الغبار، والرياح في القرآن تأتي في سياق الخير، وأما الريح تأتي في سياق الضر أو الشر والدمار.
{آيَاتٌ}: كونية.
{لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}: اللام لام الاختصاص، قوم يعقلون: إذا فكروا بهذه الآيات لأدركوا الحقيقة أنّ الّذي أنزل من السّماء رزقاً وصرف الرّياح وبثَّ فيها من كلّ دابة هو الإله الحق الخالق المدبر الواحد الّذي يجب أن يُعبد ويُطاع.