سورة الجاثية ٤٥: ١٠
{مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِى عَنْهُم مَا كَسَبُوا شَيْـئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}:
{مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}: من ابتدائية، ورائهم: أيْ: أمامهم جهنم ولفظ الوراء هنا يقصد به الأمام، فهي من الألفاظ المشتركة في معنيين أو أكثر، أو الكلمات المتضادة.
{وَلَا يُغْنِى}: الواو عاطفة، لا النّافية، أيْ: لا ينفعهم، الغنى هنا يعني النّفع، وهناك الغنى: ضد الفقر.
{مَا}: حرف مصدري أو اسم موصول بمعنى الّذي و (ما) أوسع شمولاً، وللعاقل وغير العاقل.
{كَسَبُوا شَيْـئًا}: من الأموال والأولاد والمتاع الدّنيوي، يوم القيامة لا يجلب لهم نفعاً ولا يدفع عنهم ضرّاً؛ أي: {لَنْ تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِنَ اللَّهِ شَيْـئًا} آل عمران: ١٠.
{وَلَا مَا اتَّخَذُوا}: الواو عاطفة، لا للتوكيد توكيد النّفي، ما اتخذوا: ما بمعنى الّذي أو مصدرية.
{مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ}: من الأوثان أو الآلهة والأولياء جمع ولي، وهو القريب، أيْ: لا يشفعون لهم ولا يقربونهم زلفى ولا ينصرونهم ولا يخففون عنهم من العذاب شيئاً.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: اللام لام الاختصاص والاستحقاق، عذاب عظيم: أشد أنواع العذاب على الإطلاق، يشمل كلّ أنواع العذاب من حيث الكم والكيف والدّوام، ويشمل الأليم والمهين والشّديد.