سورة الجاثية ٤٥: ١٢
{اللَّهُ الَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِىَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}:
{اللَّهُ}: تقديم الفاعل على الفعل يفيد الاهتمام.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم.
{سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ}: التّسخير هذا التّذليل، سخر البحر اسم جنس، لكم: اللام لام الاختصاص.
{لِتَجْرِىَ}: اللام لام التّعليل.
{الْفُلْكُ}: السّفن وتطلق على المفرد والمثنى والجمع.
{فِيهِ بِأَمْرِهِ}: فيه ظرفية، بأمره: الباء للإلصاق والمصاحبة، بأمره: بإذنه، وقدَّم فيه؛ لأنّ الكلام عن البحر. ارجع إلى سورة لقمان آية (٣١) لمزيد من البيان.
{وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}: الواو هنا تشير إلى منافع أخرى لم تذكرها الآية، واللام في لتبتغوا: للتعليل، لتبتغوا من فضله: لتسافروا في طلب الرّزق من مكان إلى آخر وتستخرجوا منه حلية تلبسوها وتأكلوا منه لحماً طرياً، من ابتدائية، فضله: أيْ: زيادة على ما تستحقون من كلّ هذه النّعم الّتي هي من كرمه وإحسانه لكم، وليست بقوتكم أو ما أوتيتم من العلم.
{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: لعلكم تفيد التّعليل، تشكرون المنعم على ما أنعم عليكم من الرّكوب وأكل لحمه واللؤلؤ والمرجان، وغيره من الفوائد.
لنقارن هذه الآية (١٢) من سورة الجاثية، وهي قوله: {وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، مع الآية (١٢) من سورة فاطر، وهي قوله: {لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}:
في سورة فاطر من دون واو، أيْ: ليس في هذه تعداد أو تذكر بالنّعم الأخرى فقط يريد في هذه الآية الإشارة على النّعم المذكورة في هذه الآية وحدها. وأما في سورة الجاثية يراد بها كل النعم المذكورة في الآية وغيرها مما لم يُذكر.