سورة الجاثية ٤٥: ٣٢
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}:
{وَإِذَا}: ظرف زمان بمعنى حين.
{قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: إنّ للتوكيد، وعد الله حق بالبعث والجمع والحساب، والجزاء والجنة والنّار، وعد الله حق في كلّ ما يعدكم به.
{وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا}: أيْ: لا شك فيها قادمة لا محالة ولا جدال ولا إنكار، لا: النّافية، ريب: الشّك + التّهمة. ارجع إلى سورة طه آية (١٥) لمقارنة الآيات المتشابهة.
{قُلْتُم مَا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ}: ما ندري: ما النّافية، ندري: من الدّراية: أي: العلم بعد الجهل، والدّراية أخص من العلم، أيْ: لا نعلم السّاعة من أيِّ مصدر أو خبر أو نبأ، ما السّاعة: ما استفهامية فيها معنى التّعجب واستبعاد حدوثها أو وجود السّاعة.
{إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}: إن للنفي أقوى نفياً من ما، الظّن: الرّأي الرّاجح عندهم، وهو الشّك والتردد الّذي ترجح فيه كفة الإثبات على كفة النّفي، إلا: أداة حصر، ظناً: للتوكيد.
أيْ: نظن، وهذا الظّن الوحيد، ولا يوجد سواه (نفي ما سواه)، أيْ: ما جاءنا عن السّاعة أو علمنا بالسّاعة إلا من طريق الظّن فقط، وليس هناك إثبات آخر إلا الظّن.
{وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}: ما النّافية، ما نحن بمستيقنين لها نفس معنى إن نظن إلا ظناً، ولذلك فهي توكيد لها، فالكافرون بالبعث صنفان: الأوّل جاحد له مع الإصرار، والثّاني جاحد له مع الشّك كما هو الحال في هؤلاء المذكورين في هذه الآية.