سورة الجاثية ٤٥: ٣٥
{ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}:
{ذَلِكُمْ}: ذا اسم إشارة، اللام للبعد، وتشير إلى عدة أمور، وللمبالغة مقارنة بذلك الّتي تشير إلى أمر واحد، وأشد توكيداً من ذلك، وتشير إلى النّسيان والدّخول في النّار سببه:
بأنكم: الباء السّببية.
{اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}: اتخذ من أفعال التّصيير، آيات الله هزواً: الاستخفاف والعبث بآيات الله ولم تقيموا لها وزناً. ارجع إلى الآية السّابقة (٣٣) من نفس السّورة، وسورة الزمر آية (٤٨) لمزيد من البيان في الاستهزاء.
{وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}: بجمالها وزينتها ومتاعها وشهواتها وطول الأمل وخدعتم بها والغرور يوقع المغرور فيما هو غافل عنه من الضّرر. ارجع إلى سورة فاطر الآية (٥) لمزيد من البيان، ولمعرفة الفرق بين الغُرُور والغَرُور.
{فَالْيَوْمَ}: الفاء استئنافية.
{لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا}: لا النّافية، يخرجون منها (من النّار).
{وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}: تكرار (لا) يفيد توكيد النّفي، هم: يفيد التّوكيد، ولا يستعتبون: لا يُطلب منهم العُتبى وإذا هم طلبوا العتبى بأنفسهم لا يَستعتبون، لا يُطلب منهم وإذا طلبوا العتبى لا يؤذن لهم.
يُستعتبون: من العتاب والعتاب مأخوذ من العَتْب، وأصله الغضب على رجل آخر صدر منه إساءة، أو شيء لم يكن متوقعاً منه، وبعد أن يهدأ الغضب إما أن تعتب على من أساء إليك، وتوضح له ما أغضبك، فربما له عذر أو أساء لك من غير قصد، فإن أوضح لك الأسباب وأرضاك فقد أعتبك. ارجع إلى سورة الرّوم آية (٧٥)، وارجع إلى سورة فصلت آية (٢٤) لمزيد من البيان.