سورة الأحقاف ٤٦: ٣
{مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}:
{مَا خَلَقْنَا}: ما النّافية، خلقنا: بصيغة الجمع والتّعظيم والخلق: هو الإيجاد من العدم والخلق هو التّقدير. ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٣٠) وسورة فصلت آية (١٠-١١) وسورة الأعراف آية (٥٤) للبيان.
{السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا}: السّموات السّبع والأرض وما بينهما: قيل: هي الطبقة الغازية الّتي لا تعد من مكونات السّماء ولا الأرض. ارجع إلى سورة الفرقان آية (٥٩).
{إِلَّا بِالْحَقِّ}: إلا للحصر، بالحق الباء للإلصاق والمصاحبة أو الملازمة، بالحق، والحق هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، أيْ: تسير على نظام ثابت لا يتغيَّر ولا تتبدَّل في دورانها وحركتها في فلكها، رغم هذه المليارات من المجرات والنّجوم والكواكب الّتي تجري بسرعات مختلفة وتدور حول مركز مجراتها.
{وَأَجَلٍ مُسَمًّى}: هو يوم القيامة بعد هذا الأجل تتغيَّر وتزول، وتنتهي كما في قوله: {تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} إبراهيم: ٤٨.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}: أيْ: رغم هذه الأدلة القاطعة على قدرة الله وعظمته ووحدانيَّته، وأنّه الإله الحق الّذي يستحق أن يعبد ورغم إرسال الرّسل وإنزال الكتب السّماوية، الّذين كفروا عما: عن تفيد المجاوزة والمباعدة، ما: اسم موصول بمعنى الّذي، أي: الّذين كفروا عن الّذي أنذروا به معرضون أو عن إنذارهم معرضون.
معرضون: لا يؤمنون به ولا يصدقونه والإنذار يعني: الإعلام مع التّحذير والتّخويف، والّذين كفروا عما أنذروا معرضون: إخبار فيه تعجُّب من إعراض الكافرين عن دعوة الحق إلى الإيمان والعمل الصّالح والنّجاة من العذاب وعدم الاستجابة لها.