سورة محمد ٤٧: ١٦
{وَمِنْهُم مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}:
{وَمِنْهُم}: ومن الذين كفروا أو نافقوا.
{مَنْ}: بعضية، يستمع ولم يقل: يسمع إليك، ومن: أي: بدون نية أو قصد، ومن: تأتي للمفرد والمثنى والجمع.
{يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ}: في مجلس أو خطبة جمعة أو أيِّ مناسبة.
يستمع إليك، أي: بقصد ونية واهتمام، فهم يقومون بذلك يتظاهرون بالاستماع، يستمعون عبثاً من دون نفع أو فائدة، يستمعون نفاقاً بلا وعي، ولو سمعوا حقيقة لوعوا ما قاله لهم -صلى الله عليه وسلم-.
{مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ}: من: تأتي للمفرد والمثنى والجمع، وبما أنّ الجميع يسمعون نفس الكلام فهم يمثلون في الاستماع مستمعاً واحداً، أما حين يخرجون أو يقولون فكل واحد يمثل نفسه.
ولذلك أفرد يستمع وجمع خرجوا وقالوا.
{حَتَّى}: حرف نهاية الغاية.
{إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ}: إذا ظرفية، أي: بمجرد ما يخرجون من عندك من مجلسك، قالوا للذين أوتوا العلم.
{قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}: سألوا الذين أوتوا العلم؛ العلم الشرعي والمعرفة بالدين؛ أي: العلماء المتقون ومخاطبتهم بأولي العلم فيها مدح وثناء أمثال: عبد الله بن مسعود وأبو الدرداء أو غيرهم من أصحاب رسول الله الذين أوتوا العلم.
{مَاذَا قَالَ آنِفًا}: استخفافاً واستهزاءً: ماذا قال سابقاً؛ لأنهم لم يعوا كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقولوا: ماذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتراماً وتوقيراً له. أو حتى يذكروا اسمه -صلى الله عليه وسلم-.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة واللام للبعد والتّحقير.
{الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: طبع الله عليها بسبب كفرهم وصدهم عن سبيل الله كثيراً، فلا يدخلها إيمان، ولا يخرج منها كفر. والطبع أشد من الختم.
{وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}: بدلاً من اتِّباع ما أنزل الله تعالى، اتَّبعوا أهواءَهم، أي: الباطل. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٦) لبيان معنى الهوى.