سورة محمد ٤٧: ٢٢
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}:
{فَهَلْ}: الفاء للتوكيد، هل للاستفهام والتّوبيخ.
{عَسَيْتُمْ}: عسى من أفعال الرّجاء والمتوقع حدوثها، وعسى ليست منسوبة إلى الله تعالى؛ لأنّه سبحانه يعلم منذ الأزل ما سيكون وما كان وإنما ليتم الحُجَّة على الّذين في قلوبهم مرض.
{إِنْ}: شرطية تفيد الاحتمال والافتراض.
{تَوَلَّيْتُمْ}: أي: أعرضتم عن القتال في سبيل الله أو توليتم عن طاعة الله ورسوله بالجهاد وتنفيذ أحكامه.
{أَنْ}: للتعليل والتّوكيد.
{تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}: أي: إن أعرضتم عن الجهاد في سبيل الله ولم تحاربوا أهل الباطل والظلم والبغي وتدافعوا عن أهليكم وأموالكم ودياركم، فهذا سيؤدي إلى انتشار الفساد في الأرض وقتل أهليكم وتقطع أرحامكم وانتشار الظلم والبغي والسلب والنهب وأكل أموال النّاس بالباطل والخوف.
{فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ}: الكلام بصيغة الغائب.
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ}: الكلام بصيغة المخاطب.
والانتقال من صيغة الغائب إلى المخاطب يدل على المبالغة والتوكيد في التوبيخ والتقريع لعدم الجهاد في سبيل الله.