سورة محمد ٤٧: ٣٦
{إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْـئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ}:
{إِنَّمَا}: كافة مكفوفة تفيد الحصر.
{الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}: اللعب هو شغل لا يُلهي عن واجب، واللهو هو شغل يُلهي عن واجب.
فاللعب قد يصبح لهواً إذا شغل الإنسان عن واجبه، واللهو أسوأ من اللعب، وهو أعم من اللعب، والحياة الدنيا مليئة باللعب واللهو. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٣٢) للبيان. وقدم اللعب على اللهو في ثلاث آيات: في سورة الأنعام آية (٣٢)، وفي هذه السورة (محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي سورة الحديد آية (٢٠)، وقدم اللهو على اللعب في سورة العنكبوت آية (٦٤)؛ ارجع إلى سورة العنكبوت للمقارنة.
{وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا}: إن شرطية.
تؤمنوا: بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وتتقوا: أيْ: تطيعوا أوامر الله وتتجنبوا نواهيه، أيْ: تعملوا عملاً صالحاً.
{يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ}: أيْ: ثواب أعمالكم ثواب إيمانكم وتقواكم، الإيتاء هو العطاء ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٥١) لمعرفة الفرق بينهما، والأجر يكون مقابل العمل.
{وَلَا يَسْـئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ}: لا يطلب منكم جميع أموالكم، بل زكاة أموالكم، وما ترغبون أن تتصدقوا به وعدم ذكر الزكاة أو الصدقات؛ لأن نسبتها قليلة جداً (٢, ٥%)، فهي نسبة ضئيلة لا تذكر قليلة جداً مقارنة بما عندكم من الأموال، وما تنفقوا منها فكأنه لا يستحق ذكرها أو إذا أخرجت الزكاة أو الصدقات، فكأن الأموال تبقى نفسها ولا تنقص، ولذلك قال: ولا يسألكم أموالكم في الحقيقة، وإنما هي أمواله.