سورة الفتح ٤٨: ٤
{هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}:
{هُوَ}: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم والوحدانية يعود على الله سبحانه.
{أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}: السّكينة: من سكون النفس، والسكينة أشد من الطّمأنينة والشّعور بالأمن، والسكينة قد تكون عامة تشمل كل المؤمنين أو خاصة تخص الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابة أو فئة معينة، وعندها بدلاً من أن يقول السكينة يقول تعالى: سكينته، يضيف إليها هاء التشريف؛ أي: سكينة خاصة. ارجع إلى الآية (١٨) من السّورة نفسها لمعرفة الفرق بين السكينة وسكينته والمقارنة.
{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}: اللام لام التّعليل والتّوكيد، إيماناً مع إيمانهم ليزدادوا إيماناً بالكم والكيف، مع إيمانهم؛ أي: يزدادوا يقيناً واستقامة؛ أي: كلما نزلت فريضة أو آية زادتهم إيماناً مع إيمانهم السابق.
وفي هذه الآية دليل أنّ الإيمان يزيد وقد ينقص.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: جنود تشمل الملائكة والرّياح والسّحاب والرّعد والبرق والصّواعق والنّار والقوى الكونية. ارجع إلى الآية (٧) من السورة نفسها لبيان الفرق بين جنود السموات والأرض في كلا الآيتين.
{وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}: اختار عليماً حكيماً؛ لأنه سبق ذلك ذكر الفتح، وازدياد الإيمان والهداية، وجنود السموات والأرض، وإنزال السكينة؛ فالسياق سياق علم وحكمة؛ عليماً بأفعال وأقوال خلقه وأحوالهم في الأمن والخوف والسّكينة والرّعب، ويعلم مصالح عباده وما ينفعهم وما يضرهم. وعليماً: صيغة مبالغة كثير العلم.
حكيماً: من الحكمة، حكيماً في تدبير شؤون خلقه وكونه، فهو أحكم الحاكمين وأحكم الحكماء، (كان) تشمل كل الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٩).