سورة الفتح ٤٨: ٢٠
{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِىَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}:
{وَعَدَكُمُ اللَّهُ}: الوعد يأتي في سياق الخير عادة إذا أطلق وإذا قيد قد يأتي في سياق الشر للتوبيخ أو التقريع، والوعيد يأتي في سياق الشّر.
{مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا}: أي في الفتوحات القادمة.
{فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}: الفاء للمباشرة، عجّل لكم هذه؛ أي: مغانم خيبر.
{وَكَفَّ أَيْدِىَ النَّاسِ عَنكُمْ}: الكفّ: الامتناع عن القيام بالفعل أو موالاة الفعل، أي: أيدي اليهود من أهل خيبر وحلفائهم من أسد وغطفان حين جاؤوا لنصرتهم، فقذف الله في قلوبهم الرّعب فولَّوا هاربين.
ولمَ اختار كفّ أيدي النّاس عنكم؟ الكفّ يحدث حين يأتي العدو ويباشر أول خطوة ويحشد قواته ويتحرك تجاه أرض المعركة، فتأتي قوة تمنعه من التّحرك، وهذا ما حدث في خيبر حيث كفّ أيدي العدو اليهود وحلفائهم، وقذف في قلوبهم الرّعب فلم يصمدوا طويلاً أمامهم. أو ما حدث في الحديبية من عدم القتال.
{وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ}: الواو عاطفة، اللام لام الاختصاص؛ أي: أخذ المغانم المعجّلة، أو كفّ أيدي النّاس عنكم بالصّلح في الحديبية، أو منع أهل خيبر وحلفاءهم من الوصول إليكم، كل ذلك آية للمؤمنين وعبرة.
أي: علامة تسبق فتح مكة؛ أي: كان فتح خيبر أو صلح الحديبية آية للمؤمنين (دلالة وعلامة) على فتح مكة القادم.
وقدّم الآية على المؤمنين؛ لأهميتها ودلالتها لكونها فريدة وخاصة. ارجع إلى سورة مريم آية (٢١) للبيان.
{وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}: هو دين الإسلام الموصل للغاية بأقصر مسافة وزمن وبلا مشاقّ. ارجع إلى سورة الفاتحة آية (٦) لمزيد من البيان.