سورة آل عمران ٣: ١٦٩
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ}: الواو: استئنافية، لا: الناهية، تحسبن: من الحسبان، أو الحساب، والنون في تحسبن: للتوكيد.
تحسبنَّ: من حسب؛ أي: اعتقد، حسبتم؛ أي: اعتقدتم اعتقاداً راجحاً، أو حسب تعني: الظن الراجح المبني على حساب حسي، وحساب قلبي قائم على النظر، والتجربة، والحساب.
{الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: سواء شهداء بدر، أو شهداء أُحُدٍ، أو غيرهم من الذين استشهدوا في سبيل الله، وهم يقاتلون لإعلاء كلمة الله تعالى ودينه.
{أَمْوَاتًا}: جمع ميّت: بالتشديد؛ أي: خرجت روحه، وفقد عنصر الحياة، فهم ليسوا كذلك.
{بَلْ}: حرف إضراب إبطالي؛ أي: ليسوا بأموات كما يحسبهم الناس.
{بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}: حياة برزخية حقيقية، لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى، ونؤمن بها كما أخبرنا عنها القرآن الكريم، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{يُرْزَقُونَ}: يتنعمون بطيب الرزق، ولذيذ العيش، ويرزقون تأكيد لكلمة أحياء.
{عِنْدَ رَبِّهِمْ}: هذه العندية عند ربهم لا تشبه العندية عندنا في الدنيا فهي عندية خاصة، عندية تكريم وتشريف.
وعندما نفتح القبر ونجدهم تراباً وعظاماً، ونحكم عليهم بأنهم تراب وعظام نحكم عليهم بقانون الدنيا، أو عنديتنا، أما في قانون الله، وقانون الآخرة فهم أحياء يرزقون، فهم في حياة جديدة، وعالم جديد، ونحن في عالم الدنيا، وحياتنا تختلف عن حياتهم، وليس لنا القدرة على سماعهم، ورؤيتهم، ويكفي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد سمع اللَّذَين يعذبان في قبرهما، وأنه خاطب قتلى بدر.