سورة آل عمران ٣: ١٧٢
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}:
أجابوا دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه بلغه أن أبا سفيان من بعد غزوة أُحُدٍ وهزيمة المسلمين يريد الرجوع بقريش إلى المدينة؛ ليستأصلوا مَنْ بقي مِنْ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث قال أبو سفيان بعد رجوعهم إلى مكة: لا محمد قتلتم، ولا الكواكب أردفتم، شرٌّ ما صنعتم، فحين علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه للخروج طلباً لأبي سفيان إرهاباً له، وأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يزال عنده جيش وقوة، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع عدد من أصحابه، وهم لا يزالون في جروحهم فخرج معهم إلى حمراء الأسد، وبقوا هناك ثلاثة أيام، ثم صرف الله سبحانه أبا سفيان، ومن معه، ورجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة.
{الَّذِينَ}: تعود على المؤمنين صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}: أجابوا دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخروج لقتال، أو ملاحقة أبي سفيان، وجيش قريش بعد رجوعهم من أُحُدٍ. استجابوا وهم مرهقون متألمون، ومثخنون بالجراح.
{مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}: من: ابتدائية؛ تعني: مباشرة بدون فاصل زمني.
أصابهم القرح: الجراح، والألم في غزوة أُحُدٍ.
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا}: للذين: اللام: لام الاستحقاق، أحسنوا: طاعة الرسول، والاستجابة له -صلى الله عليه وسلم-، وأحسنوا من الإحسان كمّاً وكيفاً.
{مِنْهُمْ}: قدَّم الجار والمجرور خاصَّة، وليس من غيرهم؛ (أي: حصراً وقصراً).
{وَاتَّقَوْا}: مخالفة الله ورسوله، وأطاعوا أوامر الله تعالى، وتجنَّبوا محارمه.
{أَجْرٌ عَظِيمٌ}: هو الجنة، ومن أعظم الأجور.